تغيّرت مراسم الأعراس بمنطقة "تيزي وزو" القبائلية الجزائرية خلال السنوات الماضية، حيث تخلت القبائل عن ظاهرة الإسراف في حفلات الأعراس، وكذلك وضعت حدا أقصى لمهر الفتاة لا يتجاوز 2000 دينار جزائري (140 دولار)، في محاولة لمواجهة العنوسة.
وامتدت ظاهرة إقامة حفلات الزفاف في قاعات الحفلات إلى سكان القرى بالمنطقة، بعدما كانت تقام في السكن العائلي، وكذا التقليل من المصاريف مقارنة مع الأعراس التي يقيمونها في السكن العائلي.
وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية 21 يونيو/حزيران أن عديدا من تقاليد الأعراس بمنطقة "تيزي وزو" تبدلت، فبعدما كان العرس يدوم يومين كاملين، أضحى يقتصر حاليا في عديد من المناطق على بضع ساعات.
وغالبا ما يكون في قاعة حفلات، بعيدا عن تقاليد ذبح ثـور عشية العرس، ونقل جزء منه إلى بيت العروس، حيث تقضي العادات بتكفل عائلة العريس بكل لوازم الوجبة الغذائية لعائلة العروس وضيوفها.
وفي ليلة اليوم الأول، يتنقل موكب من منزل عائلة العريس نحو بيت العروس في ليلة الحناء، وهو التقليد الذي بدأ يزول في السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة، أبرزها الوضع الأمني الذي تعيشه المنطقة.
وكانت للتغيير الذي طال الأعراس القبائلية آثـار إيجابية أيضا على الشباب، إذا تخلت كثـير من العائلات عن عادة إرهاق العريس بقائمة من لوازم العروس، أبرزها الذهب ومختلف الملابس، حتى إن الزواج بمنطقة "تيزي وزو" يتم بمهر رمزي لا يتجاوز 2000 دينار جزائري فقط، وذلك بعد أن وضعت لجان القرى في أغلب مناطق الولاية قانونا يحدّد مصاريف العرس ومستلزمات العروس.
ولم يقتصر التغير على مراسم العرس والمصاريف التي تترتب عليه، بل أصبح ''الدي جي" يعوض فرق الطبل التي كانت أعراس ولاية "تيزي وزو" إلى وقت قريب تتميز بها، وأضحى هذا النوع التقليدي من الغناء في السنوات الأخيرة قاب قوسين أو أدنى من الزوال.
وينتقد عديد من المواطنين ظاهرة "الدي جي" في حفلات الأعراس، باعتباره ظاهرة دخيلة على المنطقة فضلا عن الإزعاج الذي يسبّبه حتى ساعات الصباح؛ حيث يضطر جيران أهل العروس وسكان القرى والأحياء المجاورة إلى السهر مكرهين على أنغام الأغاني التي تبث عبر مكبّرات الصوت.