يعتقد الكثيرون حتى الآن ان النوم الكافي لا يشكل أية أهمية في حياة الانسان، الا ان البحوث العلمية أكدت عكس ذلك تماما مشيرة الى ان النوم من اهم العناصر الحياتية للجسد والنفس أيضا.
ومواصلة البحوث في هذا المجال تشير اليوم الى انه من الخطأ الاعتقاد بان ساعات قليلة من النوم تكفي كي يكون الانسان نشيطا ويقوم بأعماله خلال اليوم على أكمل وجه، ومن لا ينام بالقدر الكافي يعرض جهازه المناعي الى الضعف، وعليه، يجب ان لا تقل ساعات النوم عن الست ساعات يوميا.
وفي هذا الصدد يقول تقرير مركز بحوث النوم والقلق في كولونيا ان الجهاز المناعي للجسم هو جيش الدفاع الذي يتسلح بكل الاسلحة الواقية لحماية الجسم من الغزو الخارجي الميكروبي والفيروسي، واي خلل بهذا الجهاز يؤدي الى إضعاف قدرته على التصدي للجهوم، ومن الطبيعي ان هذا الخلل قد لا يكون لاسباب عضوية فقط ، بل يعزى في حالات كثيرة الى أسباب نفسية وعوامل خارجية مثل التغذية السيئة لكن بالدرجة الاولى الى قلة النوم والقلق النفسي.
وقلة النوم او الارق لهما انعكاسات صعبة، حيث يوفران الفرصة لاصابة الجسد بالالتهابات ووجع الراس والام في المعدة وسوء وضع المصاب بارتفاع ضغط الدم. والاصابة بالارق لفترة طويلة قد يؤدي الى تلاعب نسبة الانسولين وعدم استقرارها لدى مرضى السكري.
والنوم يعتبر أفضل وسيلة لتحسين العوامل النفسية والشعور بالطمأنينة، وهذا ينعكس على الجهاز المناعي فيعطيه قدرة على المقاومة، لا سيما مقاومة الأمراض الفيروسية و المقاومة المستمرة للفيروسات الفتاكة مثل فيروس الوباء الكبدي الذي لم تنجح حتى الان الادوية الكيمائية في القضاء عليه تماما وبصورة فعالة.
يذكر انه خلال النوم تبنى الكثير من العناصر التي تكون مهمة لتقوية عمل الجهاز المناعي كي يعيد بناءها من جديد او يصلحها. كما ان هذا الجهاز يعمل بكامل قوته، حيث يفرز الكثير من الهرمونات الحامية للجسم، ما يجعل الجسم قادر على مقاومة الفيروسات والالتهابات على أفضل وجه.
وخلال النوم ينمو الكثير من الخلايا القاتلة والتي تفترس الفيروسات ما يجعلها تقاوم الالتهابات، كما وان هذا النظام ذكي يجعلنا نشعر بالتعب كي نذهب الى النوم من أجل رفع نشاطه.
وفي النوم العميق يفرز المخ مادة داخلية من خلايا الجهاز العصبي وهي مادة اندروفين، التي تعتبر من أقوى المسكنات للألم، ويزيد النوم والراحة لمدة كافية من إفرازها، مما يجعل المناعة قوية ويقلل من الشعور بالالم، عدا عن ذلك فان النوم يبطأ من الشيخوخة.