على محطه السفر
على محطه الالام والخطوب والضجر
سترين كل غائب عن الديار
قد حضر
الا انا .. وبعض اخوتى
كنا نجابه الخطر
كنا نسارع الخطى
لكى نعانق القدر
كنا نغالب الحنين والاشواق
ونحن نرقب النجوم تنتشر
ونقطع الملل بمزحه وضحكه
وداخل القلوب ننكسر
بقصه قديمه .. نغالب الفكر
وكم تطول ليله اذا النهار لم يسر
اذا الطريق للحبيب فى مداه كالسراب يستمر
اذا الرمال والوديان والجبال تستقر
ولا خبر
فلا تنتظرينى يا حبيبتى
على محطه السفر
***
على الرصيف تسرع الاشواق للعناق
ويركع الحنين فى قداسه البشر
على الرصيف تلمع النجوم .. يشحذ البصر
على الرصيف تنبض القلوب
وتنهمر سحابه المطر
اخاف يا حبيبتى ان تذهبي
أوتسمعي هذا الخبر
عيناك لا اريد ان تذوب فى الدموع
او مقلتاك تنتحر
انا الشهيد لا بكاء يا حبيبتى
بل الورود والزهر
انا الذى فى طفولتى فقدت فرحتى
فى العيد كنت اعتصر
عانيت فى طفولتى من الكبر
كم كنت احلم ان تطوف بسمتى فوق الشفاه
وان احس معنى للحياه
فراشه تطير فوق بستان نضر
او طائر يحط بين اغصان الشجر
كم كنت ارجو ان اكون عالما
فى سراديب البشر
ان احب كى اعذب فى حبيب قد هجر
او ان اموت فى سبيل عزتى وبلدتى
وافتخر
فلا تنتظرينى يا حبيبتى
على محطه السفر
***
هل تذكرين عندما رأيتك
تمضين فى الطريق فى خفر
والارض تحت خطوك الرقيق
تحنو وتعتذر
شممت عطرك البهى فى الهواء ينتشر
كأننى سافرت فى سحابه دليلها القمر
سنا جمالك كاد يخطف البصر
واذ بها سهامك تصيب مهجتى فتنفطر
فدق قلبى يستغيث بالورود والريحان والزهر
رأيتنى كأننى اسيل كالحديد المنصهر
كأننى بركان حب ينفجر
فلا تنتظرينى يا حبيبتى
على محطه السفر
***
انا وبعض اخوتى كنا هناك ننتظر
انتهاء يومنا الاخيرفى الحياة
قبل الغروب نستعد للصلاه
نكاد نسمع الاذان
نترك الحذر
وعندها مع الاذان جاء صوتا
للرصاص ينهمر
مع الاذان فى رمضان مذبحه
جريمه لا تغتفر
وتنطلق فى صدورنا بنادق الخيانة الأشر
خيانة البشر
انا وبعض اخوتى نصيح نستغيث نحتضر
ولاخبر
انا الشهيد دمى فداء للوطن لا يدخر
انا ابن مصر كلها واخوتى فيمن ذكر
انا الذى بنيت سور قريتى من الحجر
انا الذى رفعت عاليا هذا العلم
فوق الجباه والرءووس فانتصر
انا الشهيد قد لففت بالعلم
وموكب يكاد لا يمر
انا الشهيد فى جنازة مهيبة الأثر
انا ابن من عبر
فلا تنتظرينى يا حبيبتى
على محطه السفر