هل تريد أن يكون جسمك كهذا الذي في الصورة؟ هل تعاني من زيادة في الوزن؟ هل نظامك الغذائي صحي؟ أقول لكَ ولكِ أن حياتنا اليوم باتت تفرض علينا الخمول، إذ أننا في عصر التكنولوجيا. قبل 80 عاما، كانت جدّتي تقطع كل يوم مسافات طويلة لتملئ جرة الماء من النبع وتجمع الحطب لكي تغسل الثياب وتعجن وتوقد النار وتخبز وتحضّر الطعام بيديها. باتت أساسيات حياتنا تتطلب منا الجلوس أو الوقوف دون حركة، حتى بات الواحد منّا -أعني أنا- يفكّر في تربية قطة في المنزل لأنها تتطلب من يتحرّك لكي يلعّبها ويضع لها الطعام!
العمر له دور
عندما يبلغ الإنسان عمر الـ 25، تتباطئ عملية الأيض -metabolism- في جسمه. هذه العملية تتمحور حول عدد السعرات الحرارية (الطاقة) التي يستهلكها الجسم لكي يؤدي وظائفته، مثل هضم الطعام وحرق الدهون والاستمرار في النمو. ولأن الجسم عن الـ 25 يبطؤ نموه، يقل اسهلاكه للسعرات الحرارية. هنا يصبح احتمال زيادة الوزن أكبر إذا لم يراجع الإنسان نمط أكله وحركته. بعض الناس تكون عملية الأيض عندهم سريعة بالفطرة فتجدهم مهما أكلوا يبقوا نحيفين، ولا يؤثر عليهم تقدّم العمر. العكس أيضا صحيح. لكن تجدر الإشارة إلى أن النحافة أو البدانة قد تكون أسبابها عضوية أيضا (مثال: الخلل في الغُدّة الدرقية (thyroid) ينتج عنه بدانة في الجسم).
في المقابل، تتغير أنماط عيشنا وأكلنا وحركتنا مع تقدّم العمر. ففي العشرينات يتزوج الإنسان، والزواج شيء جميل بالمناسبة :] معظمنا في هذا العمر يجلس خلف المكتب طوال النهار، ثم يعود إلى البيت لينام ويمضى وقته مع زوجته أو يجلس أمام التلفاز أو يتصفح الإنترنت. أما في السابق، فكنا نجلس على مقاعد الدراسة، فما إن يدق الجرس نخرج إلى الملعب لنركض ونقفز ونلهو بالطابة الورقية، ثم نعود إلى المنزل لنتناول الغداء وننهي وظائف المدرسة بسرعة لكي نخرج بعدها لنعلب كرة القدم حتى غروب الشمس. كم منكم عاش طفولة مشابهة؟ ثم انقضت فترة الطفولة، فزاولتُ هواية كمال الأجسام على مستوى متواضع. ثم تحوّلت بعدها إلى مزاولة هواية الزراعة، فكنت أقضي ساعات في الحديقة أقلّب التراب، أنزع الحشائش، أزرع الخضراوات، أتسلق الأشجار إلخ.. وفي نفس الوقت أمضى ساعات أمام شاشة الحاسوب. ثم توظّفت فبات الحاسوب يستحوذ على معظم أوقات فراغي، توقّفت حركتي بشكل شبه كامل وصارت تخونني معدتي مرات كثيرة حتى كادت الأمور تنفلت مني. قبل فترة قرّرت الإلتحاق بالنادي الرياضي لكي أتدارك القطار.