في خطوة تهدف لحل مشكلة "البلطجة"، التي تعانيها مصر عقب الثورة، اقترح ضابط شرطة إشراك المتورطين في أعمال بلطجة في تعمير وزراعة منطقة توشكى جنوب غرب البلاد، وتأهيلهم دينيًا ونفسيًا ليصبحوا مواطنين صالحين، مشيرًا إلى أنه استوحى هذه الفكرة من القرآن الكريم الذي يدعو لإبعاد المفسدين عن المكان الذي أفسدوا فيه.
وفي تصريحات لصفحة الأمل بموقع mbc.net قال صاحب الفكرة الرائد هاني الجنايني -معاون مباحث قسم دار السلام بالقاهرة-: "وضعت خطة مشروع يهدف للقضاء على مشكلة البلطجة، ذلك من خلال إشراك المساجين والبلطجية في عملية زراعة وإعمار أرض توشكى؛ لإعطائهم الفرصة لتحقيق حياة كريمة".
وأوضح الجنايني فكرة مشروعه، التي يخاطب بها المجلس العسكري والمسؤولين قائلا: "ينفذ المشروع على نوعين من المسجلين خطر والبطلجية، فهناك شق إجباري وآخر اختياري، الأول يتم تنفيذه على المسجل أو البلطجي الذي يقضي عقوبة فعلية داخل السجن، والاختياري للمسجل أو البلطجي الذي لم يصدر ضده عقوبة فهو حر في اختياره" .
واستطرد قائلا: "بعد زراعة الأرض تملك للمشاركين في المشروع بعد انتهاء مدة العقوبة، كما يعفى من ضرائبها لمدة 10 سنوات، لكن يُحظر عليه بيع الأرض أو تأجيرها لمدة 20 عامًا تبدأ من تاريخ أول محصول لضمان استمراريته بعمل شريف".
ونصح الجنايني بأن تراعي الدولة: "زراعة المحاصيل التي يحتاجها الغذاء المصري، مثل القمح، ما يحقق الاكتفاء الذاتي من السلع والمحاصيل الأساسية، ما يعني عدم الاستيراد وتكلفة الدولة عملة صعبة في حاجة إليها".
كما دعا الجنايني إلى: "إقامة مشروعات أخرى تتعلق بالزراعة مثل تسمين المواشي وغيرها، ما يتيح فتح مجالات أخرى لتواجد أيدي عاملة وشركات ومصانع ومطاعم، بذلك نكون وضعنا نواة لمجتمع جديد بخدماته من صحة وشرطة وتعليم".
وطالب بأن: "يتولى المشروع مهندسون زراعيون أكفاء؛ لأن فترة العقوبة ستتحدد عليها مدة استصلاح الأرض وزراعتها، إلى جانب فتح باب التبرعات من المواطنين ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني لدعم المشروع، على أن تخضع الإدارة المالية للمشروع لثلاث جهات رقابية، الجهاز المركزي للمحاسبات، والرقابة الإدارية، والإدارة العامة لمباحث الأموال العامة".
نتيجة سريعة
وردًا على سؤال عن سبب اختياره لمنطقة توشكى تحديدًا يقول: "لأن توشكى بها محطة طلمبات مياه؛ ولأنها أرض مستصلحة بها مساكن جاهزة للإقامة، ومن ثم سيكون من السهل الحصول على نتيجة في أسرع وقت وأقل تكلفة".
وعن التعامل الأمني مع المنقولين للمنطقة يقول: "فيما يخص المسجون الذي يقضي فترة عقوبة سيتم وضعه تحت حراسة شديدة من الجيش والشرطة في الأراضي المحاطة بأسوار مرتفعة؛ لضمان عدم وجود محاولات لهروبه، أما المتطوع سيكون خارج هذه الأسوار ويتم دفع رواتب ولو رمزية للمتطوع، أما العمل للمسجون، فيكون دون أجر لأنه يقضي فترة عقوبة، لكن يملك الأرض التي سيسدد ثمنها على أقساط طويلة".
وبعد انتهاء زراعة المشروع بالكامل سيحق لكل سجين أو متطوع بناء بيت داخل قطعة الأرض التي يمتلكها، وينقل فيها أسرته ويباشر حياته الطبيعية كونه مواطنًا عاديًا يمتهن مهنة شريفة بعيدة تمامًا عن الجريمة وإيذاء الناس، مع تشديد العقوبة على من يعاود البلطجة والسرقة مرة أخرى.
تأهيل نفسي وديني
وفي الإطار ذاته دعا إلى: "تأهيل المسجل دينيًا ونفسيًا خلال هذه الفترة، من خلال إرسال دعاة وأطباء نفسين، فالبلطجي يعتبر مريضًا نفسيًا بسبب سلوكه الإجرامي، إلى جانب عمل برامج محو أمية لمن لا يعرف القراءة والكتابة".
وعن مصدر هذه الفكرة يؤكد "لقد استوحيتها من قول الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ)، ومن هنا بدأت التفكير في كيف النفي في الأرض".