صدر حديثاً للروائية والشاعرة اللبنانية الفرنسية فينوس خوري غاتا رواية جديدة بعنوان "الفتاة التي كانت تمشي في الصحراء"، وذلك عن دار مركور دو فرانس، باريس، 2010، وتقوم المؤلفة في روايتها بجعل ثلاثة نساء يلتفون حول شخصية كاتب راحل لم يبق منه سوى طيفه وأعماله الأدبية.
وحسبما ذكر عبده وازن بصحيفة "الحياة" النساء الثلاثة هم الزوجة ماتيلد، الأخت غير الشقيقة زُهرا، الزائرة آنّا والكاتب الراحل آدم سان جيل، والذي تلتقي حوله النساء الثلاثة والذي لم يبق منه سوى أعماله الأدبية ومخطوط لم يتمكن من إنهائه.
ويكون هذا المخطوط هو "الشرك" الذي توقع به الزوجة القاسية، الكاتبة آنّا التي تزور مسقط الروائي الفرنسي لتلقي محاضرة عنه، وبدلاً من أن تقضي ليلة واحدة في تلك البلدة البعيدة كما كان مقرراً، تقيم أياماً وأشهراً، وذلك في سبيل الحصول على مخطوط هذا الكاتب الذي تحب أعماله والذي كان مدار عملها النقدي.
ومن خلال الأحداث تروي المؤلفة مشاعر هؤلاء النساء ومشكلاتهن والمعاناة التي يكابدنها في هذا الجزء شبه المنسي من العالم، كما تبرز طيف الكاتب المتوفى الذي يحضر بشدة، بأسراره الصغيرة التي تنكشف تباعاً عبر حكايات النسوة الثلاث.ونتعرف عبر الكتاب على الأختان غير الشقيقتين: ماتيلد وزُهرا.
ماتيلد الفرنسية وزُهرا الفرنسية الأب، الموريتانية الأم، تحبان الرجل نفسه، الكاتب الراحل، الذي كان زوج ماتيلد وعشيق زُهرا.تعيش الشقيقتان في خريف عمرهما، حياة متوازية ماتيلد الأرملة تحيا في بيتها الريفي، وحيدة ومنعزلة، منصرفة الى أعمالها اليومية الصغيرة... وزُهرا تحيا بدورها في الجهة الأخرى من القرية، شبه معاقة، على كرسيّ متحرك، تستعيد ذكريات الماضي، ماضي الصحراء وماضي العشق.
والشقيقتان كلتاهما غارقتان في صمت يشبه صمت الموت.وتاتي الكاتبة آنا العاشقة الأخرى لكتب وأفكار الكاتب آدم لتكسر هذا الصمت، وتكون الحجر الذي ألقي في بحيرة راكدة لتعكر وتقلب حياة هاتين الشقيقتين، ومن خلال اعترافات الاختين استطاعت آنّا أن تكشف المزيد من اسرار الكاتب الراحل، أسراره كرجل أو إنسان، طبائعه وأزماته الداخلية والصراع الذي عاشه بين جحيمين: جحيم الكتابة وجحيم الرغبات.