مـن يعلمها إلا هو؟!
10 أسـرار غامضة لمبارك
ثلاثون عاما، ليس من العجيب أن يكون بها أسرار لم يتم الكشف عنها، أخطأ البعض في البداية الحكم على اختيار السادات لمبارك ليشغل منصب نائب الرئيس، ظنوا أنه لا خبرة له بالسياسة، ولكنهم لم يعلموا أنه اعتاد منذ صغره على مواصلة التعلم ومحاولة الفهم والاجتهاد فيما يسند إليه من مهام. قام مبارك بدور نائب الرئيس وفهم دهاليز السياسة وخباياها، وصار قادرا على الخوض في أمواجها المتلاطمة، وحينما تولى الحكم استطاع أن يحكم قبضته على الأمور بحزم وتمكن.
ثلاثون عاما مرّت، وهو ما زال هناك في سدة الحكم، شهد عصره تحولات إقليمية، ودولية، تغيـّر عدد من الرؤوساء في الولايات المتحدة، انتهت نظريات وأيدولوجيات، وهو ما زال يرأس مصر. عصر مبارك مليء بالغموض، لا أحد يدري ما الذي يحدث بالضبط، ولا أحد يمتلك إجابات شافية عن حقيقة ما حدث في هذه الحقبة، ولكن المؤكد أن هناك عدداً من الأسرار الغامضة حدثت في عهد مبارك ولم يصل الناس إلى حقيقتها بعد وهذه هي أهم الأسرار:
1ـ علاء مبارك:
همس أشبه بالضجيج يثار حول ولده علاء، لا تلتفت للضجيج المثار حول جمال، وإعداده لوراثة الحكم من عدمه، فهي ضجة واضحة والكل يعلم عنها والكل يخوض فيها، أما علاء مبارك والشائعات التي انتشرت منذ أواسط التسعينات عنه وعن البيزنس الذي يقوم به، فهذا ما لم تخض فيه الصحافة أبداً، ما حقيقة علاء مبارك؟ وما دوره في التغييرات الإقتصادية؟ وما حقيقة الشائعات التي تقول إنه شريك لعدد من كبار رجال الأعمال؟ لا أحد يمتلك الإجابة، ربما يعلمها البعض، ولكن لا يمتلك أحد جرأة طرحها، لذلك من المنتظر أن يظل لغز علاء مبارك غامضاً فترات قد تطول.
2ـ مقتل أشرف مروان:
مازال الموساد يؤكد أن أشرف مروان كان عميلاً له خدمه بإخلاص ومهارة، ومن جانب آخر أعلن الرئيس مبارك شخصيا وعلى الصفحة الأولى في جريدة (الأهرام) أن أشرف مروان رجل وطني خدم مصر، ولم يتم حسم موقف أشرف مروان ومدى وطنيته، كما لم يتم حسم مقتله. من المؤكد أنه لم ينتحر، كل الدلائل تؤكد ذلك، ولكن يبقى السؤال، من قتله؟ ولماذا؟ هل الموساد؟ أم سماسرة السلاح؟ خاصة أنه كان من أكبر تجار السلاح في العالم.
3ـ علاقة مبارك بالمشير أبو غزالة:
يؤكد البعض أن حوارا دار بعد مقتل السادات حول من يتولى الحكم بعده، وأن أبو غزالة كان مرشحاً لأن يمسك دفة الأمور، ولكن رجالا داخل الحكم نصحوه بأن يترك الأمر لحسني مبارك واستجاب بعد أن اقتنع بوجهة نظرهم، كان للمشير أبو غزالة شعبية جارفة في الثمانينات، ولكن فجأة تمت إقالته وتعيينه في منصب شرفي هو مساعد الرئيس، لا أحد يعلم السبب الحقيقي لإقالته، البعض يؤكد أن الرئيس مبارك خاف من تزايد شعبيته ولذلك أقاله، وآخرون يؤكدون أن مبارك أقاله استجابة لضغوط غربية، لا أحد يعلم الحقيقة ولا طبيعة العلاقة بينهما، والسر الآن لا يعرفه إلا الرئيس مبارك بعد وفاة ابوغزالة في سبتمبر 2008.
4ـ ما الذي يخفيه أنيس منصور:
أنيس منصور كان مقرباً من السادات بشكل كبير، وكان يعلم من الأسرار ما لا يعلمه عدد من وزارء السادات، ورؤساء حكوماته، وبالطبع كان على قرب من حسني مبارك أيام كان نائبا للرئيس. أشار أنيس منصور إلى أن لديه عدد من الأسرار حول عصر السادات ونهاياته، ولكنه لن يستطيع الكشف عنها، ومن المؤكد أن هذه الأسرار لن يكشفها أنيس منصور فهو معروف بحذره الشديد وعدم الرغبة في الدخول في مشكلات قد تسبب له الأذى. يبدو أن هذه الأسرار تتضمن أحاديث تكلم فيها السادات عن نائبه حسني مبارك، ولا أحد يعلم كيف يمكن أن تكشف هذه الأسرار.
5ـ سقوط الطائرة المصرية في عام 1998:
سقطت الطائرة المصرية البوينج 767 بعد إقلاعها من مطار جون كيندي بحوالي نصف ساعة، وتحطمت ولقي جميع ركابها مصرعهم، وحاولت الإدارة الأمريكية تصوير الموقف على أنه انتحار قام به قائد الطائرة، ولكن تحقيقات الجانب المصري أكدت أن هناك أجساماً اعترضت مسار الطائرة وتسببت في سقوطها، لا أحد يعلم حقيقة ما حدث، ولا السبب الحقيقي لسقوط الطائرة. من المؤكد أن النظام الحاكم في مصر يعلم، ولكن لم يتم الكشف عن سر تلك الكارثة التي تسببت في مقتل عدد كبير من الضباط المصريين والطيارين العائدين من رحلة تدريبية على أعلى مستوى.
6ـ اختفاء رضا هلال:
فشلت وزارة الداخلية في كشف سر اختفاء الصحفي رضا هلال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ولم يتم التعرف على مصيره حتى هذه اللحظة، وأشار البعض إلى أن اختفاء رضا هلال تم بواسطة جماعات الجهاد الإسلامية بينما اتهم آخرون المخابرات الليبية بتدبير حادث مقتله واختفاؤه، وآخرون أكدوا أنها جريمة جنائية بسبب علاقة نسائية، ولكن الحقيقة لم يتم الكشف عنها حتى اللحظة، ومازال مصير رضا هلال مجهولا.
7ـ إقالات غامضة:
تحدث مبارك عن الجنزوري بأنه الرجل المناسب لدفع الاقتصاد المصري للأمام، ولكنه بعد سنوات قليلة أقاله دون أن يتم كشف الأسباب الحقيقية، وإن كانت الصحافة الحكومية قد هاجمت الجنزوري واتهمته بالعجز عن أداء وظيفته كما يجب إلا أن الكثيرين يؤكدون أن هذا ليس السبب الحقيقي، وأن هناك أسباباً أخرى لم يتم الكشف عنها، كذلك كانت إقالة محمود أبوزيد وزير الري السابق مفاجئة، ولم يتم الكشف عن سرها الحقيقي؛ إقالات الوزراء في عهد مبارك أسرار حربية لا يمكن معرفتها ولم يتم فتح ملفاتها بعد.
8ـ الفصل الثالث من مذكرات سعاد حسني:
بدأت سعاد حسني قبل وفاتها بكتابة مذكراتها الشخصية، سعاد حسني عمر من العذاب، بدأت في سن صغيرة وأحرقتها نيران الفن والسياسة، يعلم الجميع أمر كتاب اعتماد خورشيد عن صلاح نصر وما ذكرته عن تجنيد المخابرات المصرية لسعاد حسني ومجموعة من الفنانات للقيام بأعمال استخبارية استخدمن فيها أنوثتهن، ولكن هل استمرت سعاد حسني تقدم أنوثتها في العصور التالية، لا أحد يعلم ولكن بعض المصادر أشارت إلى أن مقتل سعاد حسني تم بواسطة رجال حكم في مصر، بعد أن قررت أن تكشف عن أسرار توضح تورط رؤوس النظام المصري في فضائح أخلاقية معها، ويقال إن هذه الأسرار كانت موضوع الفصل الثالث من كتابها. لا أحد يعلم حقيقة الموقف، هل تم التخلص من سعاد حسني لهذا السبب؟ أم تخلصت هي من حياتها بعد أن انحسرت أضواء الشهرة والنجومية عنها؟
9ـ سر قوة فاروق حسني:
حينما تولى فاروق حسني وزارة الثقافة، اعترض المثقفون، وقالوا من هو حتى يكون وزير الثقافة في مصر؟ وتوقع الكثيرون ألا يستمر في الوزارة طويلا، ولكن مرّت السنوات تلو السنوات وهو باق في منصبه، ورغم حدوث عدد من الكوارث في عهده، ورغم أرائه المثيرة للجدل ظل فاروق حسني في وزارته ملكا متوجا. يقول البعض أن السرّ في ذلك هو قدرته على إدخال المثقفين في حظيرة الدولة، ويقول الآخرون أن السر هو قربه من أسرة الرئيس، ولكن لا أحد يعلم حقيقةً سرّ قوة فاروق حسني.
10ـ من قتل سوزان تميم:
هل حقا قتل هشام طلعت مصطفى سوزان تميم بتحريضه محسن السكري، أم أن الرجل بريء من هذا الاتهام، وتم تلفيقه له من أجل تصفية حسابات ما. لا تعتمد كثيرا على نتيجة المحاكمة، فبعد أن حكمت عليه المحكمة بالإعدام عادت وخففت الحكم، ولا أحد يدري ما الذي ستسفر عنه النتيجة النهائية للمحاكمة، ولكن الشيء المؤكد أنه حتى تلك اللحظة ما زال قاتل سوزان تميم وملابسات مقتلها غامضة، ومازالت تلك الجريمة إحدى النقاط الغامضة في عهد مبارك.